- naroمراقبة عامة
- عدد المساهمات : 432
تقيمي : 9
تاريخ التسجيل : 27/08/2012
العمر : 24
الموقع : عاشقة سبيستون
الزلزال
الأربعاء سبتمبر 12, 2012 2:44 pm
لَمْ تُفلِح النَسمةُ الواهيةُ التي لامَسَتْ بَشرَتَه المُتعَرِّقةَ بتَخفِيفِ حَرارَةِ الأجواء,
يَكاد يَتِمّ نُضْجُه سَلْقا؛ فشَمْسُ الظَهيرةِ هَبطَتْ مِن عَليائِها عَمودِيَّةً على صَاجِ سَيَّارَتِه
المُتهالِكَة، تَحتاج إلى إعادَةِ تَرمِيمٍ هذه المَسكِينَة.. صَارَتْ تُشبِهُه.
نَفِيرٌ مُرتَفِعٌ لشَاحِنَةِ بَضائعٍ خَلْفَه أجفَلَه وهو يتذَمَّر مِن مَوكبِ الزِّحامِ الذي يَسحَبهم ببُطْءِ
السُلحفاةِ نَحو غَايَتِهم، في جَوفِ الانْتِظارِ ألْقَى نَظرَةً نَحو أكوامِ الأكْياسِ القابِعَةِ
على المقعَدِ المُجاوِر؛ فتَسَرَّب البِشْرُ إلى عبوسِه وهو يَلتَقِط مِن بَينِهم كِيسًا صَغِيرًا
يَخُصُّه هو، جَمِيعُ هذه الأشياءِ لا تعنيه؛ أطْنانٌ مِن الكَشاكِيلِ والأقْلامِ لزِياد وبَسمة،
حَلِيبٌ وحَفَّاضَاتٌ لرَوان آخِر العُنقود.
نَفَض كِيسَه الأثِيرَ ليتَحَسَّس نُعومَةَ القَميصِ الأزرَقِ المُؤطَّرِ بالدانْتِيل والتَطرِيزِ المُتقَن..
قَصِيرٌ للغَايَة.. لابُد أنَّه سيُعجِبُها.
مُنذ رَآه في حَقِيبَةِ مَدام عايدة؛ ارْتَجَف قَلبُه شَوقًا للَمْسِه.
مَدام عايدة زَمِيلَتُه الخَمسينِيَّةُ المُمتَلِئة؛ تَطوِي في حَقِيبَتِها عَالَمًا بأسْرِه؛ لَيس فَقَط حَرائرَ
وعُطورَ العرائس!، زَمِيلاتُه بقِسْمِ المُحاسَبَةِ تَهافَتْن عَليها وقَد اكْتَظَّتْ جُعبَتُها بالكَثِيرِ
مِن الأغْراضِ البَرَّاقَة، القَمِيصُ الأزْرَقُ كان قابِعًا مُنتَظِرًا يُكايِد خُواءَ جَيْبِه، أُسبوعٌ
كامِل؛ لَمْ يَجرُؤ على البَوحِ بِما يَعتَمِل في نَفْسِه حَتَّى اسْتَلَم نُقودَ جَمْعِيَّتِه مِن مَدام عايدة أيْضًا؛
ليَقْتَنِصه مِنْها على الفَوْر، لَمْ يَهتَمّ أنّه أنْفَق فِيه عُشْرَ قِيمَةِ الجَمعِيَّة؛ فالأمْرُ يَستَحقّ،
مُنذ مَتَى لَمْ يَشتَرِ لإيمان هَدِيَّة؟
الزِّحامُ ازْدَاد اخْتِناقا، والجِلْدُ المُلتَهِبُ لمِقعَدِ سَيَّارَتِه كان كأسْوَاطٍ مِن لَهَبٍ يَستَعِر بِها ظَهْرُه.
اتَّكَأ للوَراءِ بكَتِفِه المُتعَبِ مُستَلِذًّا بسُخونَةِ المِقعَد، يَحتاج بشِدَّةٍ إلى تَمْسِيدِه..
نَفِيرٌ آخَر دَفعَه للأمَامِ بسَيَّارَتِه في الانْتِظارِ البَطِيء، عِندَما يَعود ستُعالِجُه إيمان
؛ هي مَاهِرَةٌ بذلك.. بِنْت حَلال.
(شِفا وخمير يا عِرقْسوس!)
انْتَبَه للإيقاعِ المُلِحِّ للصَاجَيْنِ النُحاسِيَّيْن، ونِداءِ بائعِ العِرقْسوس المُرتَفِع وهو عَلى الضَفَّةِ الأُخرَى
مِن الطَرِيقِ يَجتَمِع حَوْلَه العَطْشَى، و تتَكاثَف بُرودَةُ السَّائلِ على الإبْرِيقِ الزُّجاجِيِّ
الضَخْمِ المُستَقِرّ ثِقَلُه على الحِزامِ العَرِيضِ والمُستَكِينِ على خاصِرَتِه.
بَدَا الطَرِيقُ لمَنْزِلِه طَوِيلا، ومَوْكبُ الزِّحامِ يَزداد خِناقُه حَولَ سَيَّارَتِه المَسكِينَة..
مَنَّى نَفْسَه بِما يَنتَظِره اليَوْم؛ ستَفرَح إيمان بالجَمعِيَّة، هو أيْضًا فَرِح..
سيُصلِح سَقْفَ الحَمَّامِ المُتآكِل دِهانُه، ويَشتَرِي سجَّادَةً جَدِيدَة غَيْرَ التي اهْتَرَأتْ في الصَالَة و...
ستُصَفِّى إيمان لَه اللَّيلَة؛ امْتِحاناتُ الشَّهرِ انْقَضَت ولَنْ يَنشَغِلا مَع زياد وبَسمة
حَتَّى يَمْتَصّ مِنْهما السَّهَرُ كُلَّ طَاقَةٍ للصُّمود.
لَمْ يَكُن طُموحُهما أنْ يَعِيشا هَكَذا؛ مُغْمضَان في سَاقِيَةِ الحَياةِ تَدور بِهما دونَ قُدرَةٍ على الالْتِفاتِ
أو رَفْعِ الرَّأسِ إلى السَماء... كان يُريد أنْ يلحِق برَكْبِ الشَّرِكاتِ الأجْنَبِيَّةِ برَواتِبِها الوَفِيرَة؛
أجاد أكثَرَ مِن لُغَة؛ لَمْ يَستَطِع إمْساكَ الحُلْمِ ولكنّه لازَال يُحاوِل.. هي أيْضًا أرَادَتْ أنْ تُكمِل
الدُكتورَاة ولكِن رَاتِبَها بالتَدرِيس عَلى رَاتِبِه؛ بالكَادِ يَكفِيان الأفْواهَ الفاغِرَةَ للدُروسِ
الخُصوصِيَّةِ وزَادِ الكَفافِ بالنِسبَةِ لمَعِيشَتِهم.
يَتساءَل حَقًّا مَتَى سَيَسعَدا؟! هو لَيس سَعِيد؛ لَمْ يَعُد هو الشَّابَّ الفَخورَ الوَاثِقَ بمَهارَاتِه المُتعَدِّدَة، أ
مَّا هي فَلا تَشتَكِي أو تَرفَع رَأسَها عَن الأعبَاءِ المُثْقَلَةِ بِها؛ تَنْدَسُّ بَيْنَ الأطفالِ وكُتُبِهم المَحشُوَّة،
وتَدُسّه مَعها حَتَّى يَأتِي تَعَبُهما بالفائدَةِ المَرجُوَّة... ما فائدَةُ تِلك الدُروسِ إذًا!!
يَستَردّ ذَاتَه، أو تَرُدّها لَه إيمان عِندَما يَلتَقِيان؛ تتَلامَس أقْدامُهما في الفِراشِ فيَشعُر أنّ في الحَياةِ
ما يَستَحقّ العَناء؛ عَيناها النَاعِسَتان والمُرهَقَتان مِن سُهْدِ المُذاكَرَة، تَمْنحاه ما يُريد، هو عَالَمُها،
سَماؤها وأرْضُها... دَقائقٌ قَلِيلَة يَستَمْهِل انْقِضاءَ نَشْوَتِها؛ لأنّ بِها هو وهي، فَقَط، دونَ حُروفِ عطْفٍ أو جَرّ.
انْتَصَف الطَرِيقُ والزِّحامُ كمَا هو؛ كُلَّما شَعُر بانْفِراجَةٍ تَنبَثِق لَه المَزِيدُ مِن السَيَّاراتِ والأُتوبِيساتِ المُشبَعَةِ بالبَشَر،
ارتَشَف عِدَّةَ رَشفاتٍ مِن زُجاجَةٍ يَغْلِي مَاؤها مِن حَرارَةِ الشَّمْس، ليُدَوِّي بَعدَها رَنِينُ هاتِفِه
المُرتَفِعُ بأُغْنيةٍ صاخِبَة، يَبدو أنّ زِياد عَبَث بِه مَرَّةً أُخرَى.. أجاب ساخِطًا مِن وَلَدِه لتُجِيبُه إيمان
بلَوْعَة: "الْحَقني يا ياسر!، سَقْف الحَمَّام وَقع.. كان هَيُقع على رَوان لكن ربّنا سَتَر.. انْتَ قَبَضْت الجَمعِيَّة؟"
أخبَرها أنْ تَهدَأ وتُهدئ رَوان حَتَّى يَعود، وطَمْأنْها أنّ الجَمعِيَّةَ في حَوْزَتِه، أسنَد رَأسَه بإعياءٍ على زُجاجِ السَيَّارَةِ وقَد أمْرَضَه الانْتِظار.. لَمَح في صُفوفِ السَيَّاراتِ المُتقَدِّمَةِ عَنْه في الانْتِظارِ سَيَّارَةَ صَدِيقِه عِصام المُكَيَّفَة..
رَآه ولَمْ يَرَ رَفِيقَتَه التي تَمِيل نَحوَه وتُسِرُّه بهَمساتٍ تَجعَله يَبتَسِم، تحَرَّكَتْ السَيَّاراتُ
في انْفِراجَةٍ لَحظِيَّة؛ فوَجَد نَفْسَه خَلْفَ زَمِيلِه.. شَيءٌ بدَاخِلِه أرَاد مُتابَعَةَ هذا الذي
فَشل دِراسِيًّا وأخْلاقِيّا؛ يَرفُل الآن في نَعِيمِ سَيَّارَةٍ مُكَيَّفَة، مِن رَشاوَى الزَّبائنِ
في مَصلَحَةِ الضَرائبِ التي يُطلَق عَلَيْها لَقَبٌ أنِيق؛ وهو (إكْرامِيَّات).. عَربَتُه أحدَثُ طِراز،
يَعِيش بالطُولِ والعَرْض؛ لا زَوجَةَ ولا وَلَد، وعِندَما يَكِلّ جَسَدُه مِن المَعاصِي سيَتوب
إلى اللهِ كمَا قال، ويَحِجّ إلى بَيتِه كُلَّ عام.. نَسِي رَوان وإيمان، وظَلَّ سائِرًا
خَلْفَه وقَد اتَّخَذ طَرِيقًا هادِئًا بَعِيدًا عَن الزِّحام، وعَن مَنْزِلِه أيْضًا، بَينَما تَزداد حَمِيمِيَّةُ لمَساتِه مَع رَفِيقَتِه.
طَفَا نُكرانُ العَشِيرِ على سَطْحِ أفْكارِه في تلك اللَّحظَة، وهو يَرَى صَفاءَ اللَّحظَةِ
في عَينَيْ عِصام، لَمْ يَكُن حَسودا؛ ولكِن ابْتِسامَتَه تُكايِدُه!
كَلِماتُ وَالِدَتِه القَدِيمَةُ صارَت كمَسامِيرٍ تَخِز كَتِفَه المُتعَب، لِمَ لَمْ يَستَمِع لَها!
وطَمَح إلى إيمان وحَياةٍ رَغْدَةٍ لَنْ يَنالَها كُلٌّ مِنْهما؟!.. لِمَ لَمْ يتَزَوَّج أُخرَى
خَفِيضُ سَقْفِ طُموحِها بِه وبأطْفالِه مِثْل شَقِيقَتِه؛ لَمْ تُكمِل تَعلِيمَها ولكنَّها جَمِيلَةٌ
ذاتَ شَعرٍ أسوَدٍ ناعِمٍ وثَغْرٍ باسِم، تزَوَّجَت ببائِعِ الفَلافِلِ الوَلْهانِ بِها؛
وعِنْدَهما الآن ثَلاثُ عِماراتٍ شَامِخات، وأرْصِدَةٌ دافِئةٌ في البُنوك..
زَوجُها يَكدُّ ويَتعَب مِن أجْلِها لَيْلاً نَهارا، كانَت تَشتَكِي مُتذَمِّرَةً في البِدايَةِ مِن انْغِماسِه بنُقودِه،
ولكنّها بَعدَها هَدأتْ وعَقِلَتْ، و زَوجُها الطَيِّبُ أصبَح مِن أكثَرِ الأزْواجِ سَعادَة.
أيْن الخَطَأ؟!.. هَل باقْتِرانِه بإيمان جَلَب كُلٌّ مِنْهما نَحسَ الحَظِّ للآخَر؟!،أمْ هي حُظوظٌ يَنالها بائعُ الفَلافِلِ وعِصامُ المُرتَشِي!!
ترَجَّل مِن سَيَّارَتِه عِندَما رَآهما يَهبِطان إلى مَطعَمٍ مُتطَرِّفٍ مُنزَوِي خَلْفَ شُجَيراتٍ
وَارفَةِ الغُصونِ والأوْراق، تشَابَكَتْ أصابِعُهما كعَاشِقَيْن في فَجْرِ حُب..
لوَهلَةٍ شَعُر بأُلفَةٍ تِّجاهَ الكِيانِ الأُنثَوِىِّ الرَّقِيق، ارتَعَد جَسَدُه رُعبا..
أتَكون هِي؟!، الشَّعرُ الأسوَدُ الناعِم، والخُطواتُ الرَّشِيقَة!.. أدارَتْ رَأسَها نَحوَ عِصام؛
لتَمْنَحه التَّأكِيدَ وقَد تمَكَّن مِن رُؤيَةِ ثَغْرِها البَاسِم، كانَت هِي؛ شَقِيقَتَه، غَصَّ بالدُموعِ
وهو يتَذَوَّق مَرارَةَ الهَوانِ بَينَما يَحتَوِيها الآخَرُ بذِراعِه، وهُما يَغيبان دَاخِلَ المَطعَم..
شَرَفُه مَرَّغَه عِصامُ في وَحلِه، ماذا يَفعَل!! هَلْ يَجُرّها الآنْ مِن شَعرِها أمامَ رُوَّادِ المَطعَم؟!
وماذا بَعد! أيَقتلْها؟! أمْ يَنصَحها؟.. وإنْ لَمْ تَنْتَصِح!! عَلِم الآن سِرَّ هُدوئها واسْتِكانَتِها لزَوجِها..
هَاج جَسَدُه مُطالِبًا بالدِماء، يَبْكِي ويُرِيدُ شِفاءَ غَلِيلِه؛ سيَقتلْهما! لا مَفَرّ؛ لَنْ تَنطَفِئ نَارُه إلاّ بهَذا،
كَيف سيَنظُر في عَينَيْ زَوجِ شَقِيقَتِه الطَيِّب!!، سار مُصَمِّمًا نَحوَ البِنايَةِ التي يَقبَع تَحتَها المَطعَم،
لَمْ يَنتَبِه إلى قِطَطٍ تَجرِي مُرتَبِكَةً إلى الطَرِيقِ العُمومِيّ؛ فَقَط أرَاد أنْ يَدخُل، وليَحدُث ما يَحدُث!
صَرخاتٌ مُلتاعَةٌ صَخبَتْ بِها الأجوَاء، الحَوْقَلَةُ والشَّهادَتَان تَنْفَلِتان مِن أفْواهِ البَشَرِ الذين تَكَدَّسوا فَجأةً حَوْلَه..
ظَلَّ مَبْهورًا بِما حَدَث! هَل خَرَّ السَّقْفُ عَلَيْهما حَقًّا؟! يَلتَقِط سَمْعُه وعَقْلُه المُغلَقُ أنَّه زِلزَال!
لِمَ سَار وَراءَه؟! لَيتَه ما فَعَل.. ابْتَعَد جَارًّا خُطواتِه، وهَذيانُ العَارِ يُرجِفُه. تَساءَل عَمَّا
سيُخبِرُه لزَوجِها!، لَنْ يُخبِر أحَدًا، هُو لَمْ يَرَ شَيئًا؛ إنَّها تُشبِهُها، نَعَم تُشبِهُها.. رَنِينُ هاتِفِه أيْقَظَه؛
فكانَت إيمان تُطَمْئنه وتَطمَئنّ عَلَيْه.. أدَار ظَهْرَه هارِبًا مِن الخَرابِ حَوْلَه ليَلوذ بإيمانِه ويَبنِي ما تَمَّ هَدمُه.
وان شاء الله يعجبكم
وانا انتظر ردودكم وتقييمكم
يَكاد يَتِمّ نُضْجُه سَلْقا؛ فشَمْسُ الظَهيرةِ هَبطَتْ مِن عَليائِها عَمودِيَّةً على صَاجِ سَيَّارَتِه
المُتهالِكَة، تَحتاج إلى إعادَةِ تَرمِيمٍ هذه المَسكِينَة.. صَارَتْ تُشبِهُه.
نَفِيرٌ مُرتَفِعٌ لشَاحِنَةِ بَضائعٍ خَلْفَه أجفَلَه وهو يتذَمَّر مِن مَوكبِ الزِّحامِ الذي يَسحَبهم ببُطْءِ
السُلحفاةِ نَحو غَايَتِهم، في جَوفِ الانْتِظارِ ألْقَى نَظرَةً نَحو أكوامِ الأكْياسِ القابِعَةِ
على المقعَدِ المُجاوِر؛ فتَسَرَّب البِشْرُ إلى عبوسِه وهو يَلتَقِط مِن بَينِهم كِيسًا صَغِيرًا
يَخُصُّه هو، جَمِيعُ هذه الأشياءِ لا تعنيه؛ أطْنانٌ مِن الكَشاكِيلِ والأقْلامِ لزِياد وبَسمة،
حَلِيبٌ وحَفَّاضَاتٌ لرَوان آخِر العُنقود.
نَفَض كِيسَه الأثِيرَ ليتَحَسَّس نُعومَةَ القَميصِ الأزرَقِ المُؤطَّرِ بالدانْتِيل والتَطرِيزِ المُتقَن..
قَصِيرٌ للغَايَة.. لابُد أنَّه سيُعجِبُها.
مُنذ رَآه في حَقِيبَةِ مَدام عايدة؛ ارْتَجَف قَلبُه شَوقًا للَمْسِه.
مَدام عايدة زَمِيلَتُه الخَمسينِيَّةُ المُمتَلِئة؛ تَطوِي في حَقِيبَتِها عَالَمًا بأسْرِه؛ لَيس فَقَط حَرائرَ
وعُطورَ العرائس!، زَمِيلاتُه بقِسْمِ المُحاسَبَةِ تَهافَتْن عَليها وقَد اكْتَظَّتْ جُعبَتُها بالكَثِيرِ
مِن الأغْراضِ البَرَّاقَة، القَمِيصُ الأزْرَقُ كان قابِعًا مُنتَظِرًا يُكايِد خُواءَ جَيْبِه، أُسبوعٌ
كامِل؛ لَمْ يَجرُؤ على البَوحِ بِما يَعتَمِل في نَفْسِه حَتَّى اسْتَلَم نُقودَ جَمْعِيَّتِه مِن مَدام عايدة أيْضًا؛
ليَقْتَنِصه مِنْها على الفَوْر، لَمْ يَهتَمّ أنّه أنْفَق فِيه عُشْرَ قِيمَةِ الجَمعِيَّة؛ فالأمْرُ يَستَحقّ،
مُنذ مَتَى لَمْ يَشتَرِ لإيمان هَدِيَّة؟
الزِّحامُ ازْدَاد اخْتِناقا، والجِلْدُ المُلتَهِبُ لمِقعَدِ سَيَّارَتِه كان كأسْوَاطٍ مِن لَهَبٍ يَستَعِر بِها ظَهْرُه.
اتَّكَأ للوَراءِ بكَتِفِه المُتعَبِ مُستَلِذًّا بسُخونَةِ المِقعَد، يَحتاج بشِدَّةٍ إلى تَمْسِيدِه..
نَفِيرٌ آخَر دَفعَه للأمَامِ بسَيَّارَتِه في الانْتِظارِ البَطِيء، عِندَما يَعود ستُعالِجُه إيمان
؛ هي مَاهِرَةٌ بذلك.. بِنْت حَلال.
(شِفا وخمير يا عِرقْسوس!)
انْتَبَه للإيقاعِ المُلِحِّ للصَاجَيْنِ النُحاسِيَّيْن، ونِداءِ بائعِ العِرقْسوس المُرتَفِع وهو عَلى الضَفَّةِ الأُخرَى
مِن الطَرِيقِ يَجتَمِع حَوْلَه العَطْشَى، و تتَكاثَف بُرودَةُ السَّائلِ على الإبْرِيقِ الزُّجاجِيِّ
الضَخْمِ المُستَقِرّ ثِقَلُه على الحِزامِ العَرِيضِ والمُستَكِينِ على خاصِرَتِه.
بَدَا الطَرِيقُ لمَنْزِلِه طَوِيلا، ومَوْكبُ الزِّحامِ يَزداد خِناقُه حَولَ سَيَّارَتِه المَسكِينَة..
مَنَّى نَفْسَه بِما يَنتَظِره اليَوْم؛ ستَفرَح إيمان بالجَمعِيَّة، هو أيْضًا فَرِح..
سيُصلِح سَقْفَ الحَمَّامِ المُتآكِل دِهانُه، ويَشتَرِي سجَّادَةً جَدِيدَة غَيْرَ التي اهْتَرَأتْ في الصَالَة و...
ستُصَفِّى إيمان لَه اللَّيلَة؛ امْتِحاناتُ الشَّهرِ انْقَضَت ولَنْ يَنشَغِلا مَع زياد وبَسمة
حَتَّى يَمْتَصّ مِنْهما السَّهَرُ كُلَّ طَاقَةٍ للصُّمود.
لَمْ يَكُن طُموحُهما أنْ يَعِيشا هَكَذا؛ مُغْمضَان في سَاقِيَةِ الحَياةِ تَدور بِهما دونَ قُدرَةٍ على الالْتِفاتِ
أو رَفْعِ الرَّأسِ إلى السَماء... كان يُريد أنْ يلحِق برَكْبِ الشَّرِكاتِ الأجْنَبِيَّةِ برَواتِبِها الوَفِيرَة؛
أجاد أكثَرَ مِن لُغَة؛ لَمْ يَستَطِع إمْساكَ الحُلْمِ ولكنّه لازَال يُحاوِل.. هي أيْضًا أرَادَتْ أنْ تُكمِل
الدُكتورَاة ولكِن رَاتِبَها بالتَدرِيس عَلى رَاتِبِه؛ بالكَادِ يَكفِيان الأفْواهَ الفاغِرَةَ للدُروسِ
الخُصوصِيَّةِ وزَادِ الكَفافِ بالنِسبَةِ لمَعِيشَتِهم.
يَتساءَل حَقًّا مَتَى سَيَسعَدا؟! هو لَيس سَعِيد؛ لَمْ يَعُد هو الشَّابَّ الفَخورَ الوَاثِقَ بمَهارَاتِه المُتعَدِّدَة، أ
مَّا هي فَلا تَشتَكِي أو تَرفَع رَأسَها عَن الأعبَاءِ المُثْقَلَةِ بِها؛ تَنْدَسُّ بَيْنَ الأطفالِ وكُتُبِهم المَحشُوَّة،
وتَدُسّه مَعها حَتَّى يَأتِي تَعَبُهما بالفائدَةِ المَرجُوَّة... ما فائدَةُ تِلك الدُروسِ إذًا!!
يَستَردّ ذَاتَه، أو تَرُدّها لَه إيمان عِندَما يَلتَقِيان؛ تتَلامَس أقْدامُهما في الفِراشِ فيَشعُر أنّ في الحَياةِ
ما يَستَحقّ العَناء؛ عَيناها النَاعِسَتان والمُرهَقَتان مِن سُهْدِ المُذاكَرَة، تَمْنحاه ما يُريد، هو عَالَمُها،
سَماؤها وأرْضُها... دَقائقٌ قَلِيلَة يَستَمْهِل انْقِضاءَ نَشْوَتِها؛ لأنّ بِها هو وهي، فَقَط، دونَ حُروفِ عطْفٍ أو جَرّ.
انْتَصَف الطَرِيقُ والزِّحامُ كمَا هو؛ كُلَّما شَعُر بانْفِراجَةٍ تَنبَثِق لَه المَزِيدُ مِن السَيَّاراتِ والأُتوبِيساتِ المُشبَعَةِ بالبَشَر،
ارتَشَف عِدَّةَ رَشفاتٍ مِن زُجاجَةٍ يَغْلِي مَاؤها مِن حَرارَةِ الشَّمْس، ليُدَوِّي بَعدَها رَنِينُ هاتِفِه
المُرتَفِعُ بأُغْنيةٍ صاخِبَة، يَبدو أنّ زِياد عَبَث بِه مَرَّةً أُخرَى.. أجاب ساخِطًا مِن وَلَدِه لتُجِيبُه إيمان
بلَوْعَة: "الْحَقني يا ياسر!، سَقْف الحَمَّام وَقع.. كان هَيُقع على رَوان لكن ربّنا سَتَر.. انْتَ قَبَضْت الجَمعِيَّة؟"
أخبَرها أنْ تَهدَأ وتُهدئ رَوان حَتَّى يَعود، وطَمْأنْها أنّ الجَمعِيَّةَ في حَوْزَتِه، أسنَد رَأسَه بإعياءٍ على زُجاجِ السَيَّارَةِ وقَد أمْرَضَه الانْتِظار.. لَمَح في صُفوفِ السَيَّاراتِ المُتقَدِّمَةِ عَنْه في الانْتِظارِ سَيَّارَةَ صَدِيقِه عِصام المُكَيَّفَة..
رَآه ولَمْ يَرَ رَفِيقَتَه التي تَمِيل نَحوَه وتُسِرُّه بهَمساتٍ تَجعَله يَبتَسِم، تحَرَّكَتْ السَيَّاراتُ
في انْفِراجَةٍ لَحظِيَّة؛ فوَجَد نَفْسَه خَلْفَ زَمِيلِه.. شَيءٌ بدَاخِلِه أرَاد مُتابَعَةَ هذا الذي
فَشل دِراسِيًّا وأخْلاقِيّا؛ يَرفُل الآن في نَعِيمِ سَيَّارَةٍ مُكَيَّفَة، مِن رَشاوَى الزَّبائنِ
في مَصلَحَةِ الضَرائبِ التي يُطلَق عَلَيْها لَقَبٌ أنِيق؛ وهو (إكْرامِيَّات).. عَربَتُه أحدَثُ طِراز،
يَعِيش بالطُولِ والعَرْض؛ لا زَوجَةَ ولا وَلَد، وعِندَما يَكِلّ جَسَدُه مِن المَعاصِي سيَتوب
إلى اللهِ كمَا قال، ويَحِجّ إلى بَيتِه كُلَّ عام.. نَسِي رَوان وإيمان، وظَلَّ سائِرًا
خَلْفَه وقَد اتَّخَذ طَرِيقًا هادِئًا بَعِيدًا عَن الزِّحام، وعَن مَنْزِلِه أيْضًا، بَينَما تَزداد حَمِيمِيَّةُ لمَساتِه مَع رَفِيقَتِه.
طَفَا نُكرانُ العَشِيرِ على سَطْحِ أفْكارِه في تلك اللَّحظَة، وهو يَرَى صَفاءَ اللَّحظَةِ
في عَينَيْ عِصام، لَمْ يَكُن حَسودا؛ ولكِن ابْتِسامَتَه تُكايِدُه!
كَلِماتُ وَالِدَتِه القَدِيمَةُ صارَت كمَسامِيرٍ تَخِز كَتِفَه المُتعَب، لِمَ لَمْ يَستَمِع لَها!
وطَمَح إلى إيمان وحَياةٍ رَغْدَةٍ لَنْ يَنالَها كُلٌّ مِنْهما؟!.. لِمَ لَمْ يتَزَوَّج أُخرَى
خَفِيضُ سَقْفِ طُموحِها بِه وبأطْفالِه مِثْل شَقِيقَتِه؛ لَمْ تُكمِل تَعلِيمَها ولكنَّها جَمِيلَةٌ
ذاتَ شَعرٍ أسوَدٍ ناعِمٍ وثَغْرٍ باسِم، تزَوَّجَت ببائِعِ الفَلافِلِ الوَلْهانِ بِها؛
وعِنْدَهما الآن ثَلاثُ عِماراتٍ شَامِخات، وأرْصِدَةٌ دافِئةٌ في البُنوك..
زَوجُها يَكدُّ ويَتعَب مِن أجْلِها لَيْلاً نَهارا، كانَت تَشتَكِي مُتذَمِّرَةً في البِدايَةِ مِن انْغِماسِه بنُقودِه،
ولكنّها بَعدَها هَدأتْ وعَقِلَتْ، و زَوجُها الطَيِّبُ أصبَح مِن أكثَرِ الأزْواجِ سَعادَة.
أيْن الخَطَأ؟!.. هَل باقْتِرانِه بإيمان جَلَب كُلٌّ مِنْهما نَحسَ الحَظِّ للآخَر؟!،أمْ هي حُظوظٌ يَنالها بائعُ الفَلافِلِ وعِصامُ المُرتَشِي!!
ترَجَّل مِن سَيَّارَتِه عِندَما رَآهما يَهبِطان إلى مَطعَمٍ مُتطَرِّفٍ مُنزَوِي خَلْفَ شُجَيراتٍ
وَارفَةِ الغُصونِ والأوْراق، تشَابَكَتْ أصابِعُهما كعَاشِقَيْن في فَجْرِ حُب..
لوَهلَةٍ شَعُر بأُلفَةٍ تِّجاهَ الكِيانِ الأُنثَوِىِّ الرَّقِيق، ارتَعَد جَسَدُه رُعبا..
أتَكون هِي؟!، الشَّعرُ الأسوَدُ الناعِم، والخُطواتُ الرَّشِيقَة!.. أدارَتْ رَأسَها نَحوَ عِصام؛
لتَمْنَحه التَّأكِيدَ وقَد تمَكَّن مِن رُؤيَةِ ثَغْرِها البَاسِم، كانَت هِي؛ شَقِيقَتَه، غَصَّ بالدُموعِ
وهو يتَذَوَّق مَرارَةَ الهَوانِ بَينَما يَحتَوِيها الآخَرُ بذِراعِه، وهُما يَغيبان دَاخِلَ المَطعَم..
شَرَفُه مَرَّغَه عِصامُ في وَحلِه، ماذا يَفعَل!! هَلْ يَجُرّها الآنْ مِن شَعرِها أمامَ رُوَّادِ المَطعَم؟!
وماذا بَعد! أيَقتلْها؟! أمْ يَنصَحها؟.. وإنْ لَمْ تَنْتَصِح!! عَلِم الآن سِرَّ هُدوئها واسْتِكانَتِها لزَوجِها..
هَاج جَسَدُه مُطالِبًا بالدِماء، يَبْكِي ويُرِيدُ شِفاءَ غَلِيلِه؛ سيَقتلْهما! لا مَفَرّ؛ لَنْ تَنطَفِئ نَارُه إلاّ بهَذا،
كَيف سيَنظُر في عَينَيْ زَوجِ شَقِيقَتِه الطَيِّب!!، سار مُصَمِّمًا نَحوَ البِنايَةِ التي يَقبَع تَحتَها المَطعَم،
لَمْ يَنتَبِه إلى قِطَطٍ تَجرِي مُرتَبِكَةً إلى الطَرِيقِ العُمومِيّ؛ فَقَط أرَاد أنْ يَدخُل، وليَحدُث ما يَحدُث!
صَرخاتٌ مُلتاعَةٌ صَخبَتْ بِها الأجوَاء، الحَوْقَلَةُ والشَّهادَتَان تَنْفَلِتان مِن أفْواهِ البَشَرِ الذين تَكَدَّسوا فَجأةً حَوْلَه..
ظَلَّ مَبْهورًا بِما حَدَث! هَل خَرَّ السَّقْفُ عَلَيْهما حَقًّا؟! يَلتَقِط سَمْعُه وعَقْلُه المُغلَقُ أنَّه زِلزَال!
لِمَ سَار وَراءَه؟! لَيتَه ما فَعَل.. ابْتَعَد جَارًّا خُطواتِه، وهَذيانُ العَارِ يُرجِفُه. تَساءَل عَمَّا
سيُخبِرُه لزَوجِها!، لَنْ يُخبِر أحَدًا، هُو لَمْ يَرَ شَيئًا؛ إنَّها تُشبِهُها، نَعَم تُشبِهُها.. رَنِينُ هاتِفِه أيْقَظَه؛
فكانَت إيمان تُطَمْئنه وتَطمَئنّ عَلَيْه.. أدَار ظَهْرَه هارِبًا مِن الخَرابِ حَوْلَه ليَلوذ بإيمانِه ويَبنِي ما تَمَّ هَدمُه.
وان شاء الله يعجبكم
وانا انتظر ردودكم وتقييمكم
- naroمراقبة عامة
- عدد المساهمات : 432
تقيمي : 9
تاريخ التسجيل : 27/08/2012
العمر : 24
الموقع : عاشقة سبيستون
رد: الزلزال
الأربعاء سبتمبر 12, 2012 4:01 pm
العفو
- naroمراقبة عامة
- عدد المساهمات : 432
تقيمي : 9
تاريخ التسجيل : 27/08/2012
العمر : 24
الموقع : عاشقة سبيستون
رد: الزلزال
السبت سبتمبر 15, 2012 9:12 am
الله يسلمك نورتو
- YONAمساعدة مديرة
- عدد المساهمات : 2710
تقيمي : 49
تاريخ التسجيل : 23/04/2012
العمر : 28
الموقع : 小さな王国
رد: الزلزال
الخميس أكتوبر 04, 2012 11:14 am
موضوع نااايس حبي ،،
لاتحرمينا جديدك قلبووشتي
لاتحرمينا جديدك قلبووشتي
- [ډﯞرٌيـْـتُـﯠسْ]عضوة ستاار
- عدد المساهمات : 1785
تقيمي : 8
تاريخ التسجيل : 26/03/2012
العمر : 22
الموقع : آرضضَ آلله آلوآسسعــهَه ^^"
رد: الزلزال
الخميس أكتوبر 04, 2012 11:57 am
اشكرك ع الموضوع الرائع والمفيد يا عسسل
- naroمراقبة عامة
- عدد المساهمات : 432
تقيمي : 9
تاريخ التسجيل : 27/08/2012
العمر : 24
الموقع : عاشقة سبيستون
رد: الزلزال
الجمعة أكتوبر 05, 2012 4:40 pm
نورتو الموضوع حبيباتي
- naroمراقبة عامة
- عدد المساهمات : 432
تقيمي : 9
تاريخ التسجيل : 27/08/2012
العمر : 24
الموقع : عاشقة سبيستون
رد: الزلزال
الأحد أكتوبر 14, 2012 10:15 am
بنات انا زعلانة منكم
- ششطحه=$عضوة ستاار
- عدد المساهمات : 2554
تقيمي : 19
تاريخ التسجيل : 15/03/2012
الموقع : فــــي قلــــــــوب احبتــــي
رد: الزلزال
الأحد أكتوبر 14, 2012 1:09 pm
تسلم ايدك
دام إبداعك. يا قمر
دام إبداعك. يا قمر
- naroمراقبة عامة
- عدد المساهمات : 432
تقيمي : 9
تاريخ التسجيل : 27/08/2012
العمر : 24
الموقع : عاشقة سبيستون
رد: الزلزال
الأحد أكتوبر 14, 2012 3:43 pm
والله انتي القمر
- ششطحه=$عضوة ستاار
- عدد المساهمات : 2554
تقيمي : 19
تاريخ التسجيل : 15/03/2012
الموقع : فــــي قلــــــــوب احبتــــي
رد: الزلزال
الأحد أكتوبر 14, 2012 4:17 pm
تسلمين
- naroمراقبة عامة
- عدد المساهمات : 432
تقيمي : 9
تاريخ التسجيل : 27/08/2012
العمر : 24
الموقع : عاشقة سبيستون
رد: الزلزال
الخميس أكتوبر 25, 2012 7:49 am
نورتي
- چوريهعضوة نجمة
- عدد المساهمات : 1283
تقيمي : 6
تاريخ التسجيل : 30/10/2012
الموقع : عالمـ/ـي الخـ.أص
رد: الزلزال
الأربعاء أكتوبر 31, 2012 2:05 pm
آختيO.o°• naroO.o°•سلمت يمنآكـ على مآحملتهـ لنآ
موضوع عآلي بذوقهـ
,, رفيع بشآنهـ
كلمآتـ كآنت ,, وسوف تزآل بآلقلبـ ,,
يــ ع ـطيكِـ الــ ع
ـآآفيهـ على مآطرحت لنآآ يـآآلــ غ ـلآآآ ,,
ولاتحرمينامن جديدكـِ
,,,, لآعدمتي ,,, ولآهنتي
جـــــورية~ ~
موضوع عآلي بذوقهـ
,, رفيع بشآنهـ
كلمآتـ كآنت ,, وسوف تزآل بآلقلبـ ,,
يــ ع ـطيكِـ الــ ع
ـآآفيهـ على مآطرحت لنآآ يـآآلــ غ ـلآآآ ,,
ولاتحرمينامن جديدكـِ
,,,, لآعدمتي ,,, ولآهنتي
جـــــورية~ ~
- naroمراقبة عامة
- عدد المساهمات : 432
تقيمي : 9
تاريخ التسجيل : 27/08/2012
العمر : 24
الموقع : عاشقة سبيستون
رد: الزلزال
السبت نوفمبر 03, 2012 4:05 pm
تسلمي حبي جورية
نورتي الموضوع
نورتي الموضوع
- الله املى فى الحياةعضوة ستاار
- عدد المساهمات : 937
تقيمي : 8
تاريخ التسجيل : 12/09/2012
العمر : 30
الموقع : سبيس تون
رد: الزلزال
الأحد نوفمبر 04, 2012 7:33 am
شكرا تسلمى يا عسولة
- naroمراقبة عامة
- عدد المساهمات : 432
تقيمي : 9
تاريخ التسجيل : 27/08/2012
العمر : 24
الموقع : عاشقة سبيستون
رد: الزلزال
الإثنين نوفمبر 05, 2012 3:41 pm
نورتو الموضوع حبيباتي
رد: الزلزال
الثلاثاء نوفمبر 06, 2012 12:12 pm
السلام عليكم
موضوعكك رائع جدا
تسسلمين ححبي
موضوعكك مفيد جدا
تسلمين من جديد
تسلم ابداعكك
ولا تحرمني من جديدكك
موضوعكك رائع جدا
تسسلمين ححبي
موضوعكك مفيد جدا
تسلمين من جديد
تسلم ابداعكك
ولا تحرمني من جديدكك
- naroمراقبة عامة
- عدد المساهمات : 432
تقيمي : 9
تاريخ التسجيل : 27/08/2012
العمر : 24
الموقع : عاشقة سبيستون
رد: الزلزال
الخميس نوفمبر 08, 2012 9:21 am
نورتي يا عسل
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى